قوة الكلمة والتفكير

قوة الكلمة والتفكير

قوة الكلمة والتفكير

“كل ما هو متوقع آت، فتوقع ما تتمنى” من أبلغ العبارات التي يمكننا أن نستهل بها حديثنا عن مدى قوة الكلمة وتأثيرها على التفكير والعقل، فالكلمات دومًا ما تعكس طريقة التفكير وتنعكس عليه في الوقت ذاته، ولذا من السهل أن نتوقع أن الكلمة سلاح ذو حدين فقد تكون حافز لتوجيه العقل للتفكير الإيجابي السليم.

وقد تكون في كثير من الأحيان سببًا في توجيه التفكير للتشاؤم والتفكير السلبي، فالعقل لا يختلف كثيرًا عن الطفل الصغير الذي يتم يتلقى القيم والمبادئ ويتعلم المهارات التي تقوده بعد ذلك في حياته، وكذلك العقل يتأثر كثيرًا بالكلمات التي توجه إليه، فإما أن تتجه به للتفكير الإيجابي البناء أو تتجه به للتفكير السلبي المتشائم.

ولهذا دائمًا ما تأتي نصائح علم النفس حاسمة في هذا الشأن بضرورة التوجيه الجيد للكلمة لما له من تأثير واضح على العقل التفكير، وذلك لشدة تأثر العقل الباطن بالكلمة التي تقُال أو تنُطق.

قوة الكلمة:

لم يتأثر الإنسان طوال حياته بشيء أقوى من تأثره بالكلمة التي تقُال له، فلها عظيم الأثر ومردود إيجابي سواء في رفع حالته المعنوية وزيادة ثقته في نفسه أو رفع مناعته، وعلى النقيض الكلمة السيئة التي تقُال عن الصفات الشخصية أو الملامح الشكلية أو كتعديل على السلوك حتى وإن كانت على سبيل المزاح فتتُرك أثر كبير في نفسية من تُقال له لا ينتهي بسهولة،

وبل ويظل يفكر بها حتى وإن قيلت له العديد من عبارات المدح بعدها، ولهذا جاء التأكيد على أهمية الكلمة التي تنُطق في قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} وهي ليست رسالة الإسلام فقط وإنما رسالة الأديان السماوية بأكملها، هذا فيما يتعلق بقوة الكلمة التي تقُال على الحالة النفسية والآخرين.

عند التطرق إلى أهمية قوة الكلمة على التفكير فهي جزئية خطيرة للغاية لا ينتبه إليها الكثير وقد تكون لها أثر عظيم في جلب القدر سواء كان هذا القدر جيدًا أو سيئُا، وخلال الأسطر القادمة سوف نتطرق إلى قوة الكلمة على التفكير من عدة نواحي:

قوة الكلمة والتفكير من الناحية النفسية:

من الناحية النفسية يتأثر العقل والتفكير بشكل كبير من الكلمات التي يتم تغذيته بها، فإن كانت تلك الكلمات تدور حول مصطلحات الفشل وعدم القدرة على الإنجاز وتوقع دائمًا حدوث الأشياء السيئة، فعلى الفور ينتقل هذا الأمر بشكل مباشر إلى العقل الذي يبدأ برسم سيناريوهات سيئة ومتشائمة تحبط من عزيمة الشخص.

وتجعله يتجه رغم إراداته للاستسلام والذي بطبيعة الحال من الممكن أن يجلب له الحظ السيئ لأنه نفسيًا مؤهل ومتوقع أن الأسوأ هو  القادم وما سيحدث.

وعلى الصعيد الآخر فإنه عند يتم تغذية العقل بالكثير من الكلمات الإيجابية والتحدث دومًا عن النجاح والتقدم وتحقيق الذات، فهذا يولد الدافع ويجعل العقل الباطن في حالة من الحماسة والتفاؤل والتي من شأنها أن تجلب للإنسان القدر الجيد من خلال سعيه دومًا للنجاح وتحقيق الحافز.

ولهذا يركز خبراء التنمية البشرية على ضرورة انتقاء الكلمات والتدريب المستمر على ذلك، حتى مع نفي السيئ ينصُح باستخدام الكلمة الايجابية وليس النفي، وللتوضيح أكثر ينصُح خبراء التنمية البشرية باستخدام كلمة سوف أنجح بدل من لن أفشل حتى يعتاد العقل الباطن على سماع الكلمات الإيجابية، وبالتالي يتوقع القدر الجيد.

في نفس السياق اقرئي عن الذكاءالعاطفي

 قوة الكلمة والتفكير من الناحية الدينية:

من الأثر الوارد عن بعض الصحابة والتابعين في مدى قوة الكلمة أن البلاءُ موكَّلٌ بالمنطق، أي ما معناه أن البلاء موكَّلٌ بالكلام عنه وتوقعه، وهو وإن كان هناك شك في صحة هذا الكلام لعدم نسبه إلى القرآن والسنة، ولم يرد عن الرسول الكريم، ولكنه من الناحية الدينية مرتبط أكثر بحسن الظن بالله كما في قوله تعالى “فَمَا ظَنّكم بِرَبّ العَالمِين”، فالقادم بيد الله، ولا يغير القدر سوى الدعاء، لذا فإن استخدام الكلمات التشاؤمية في الكلام باستمرار تضعف الثقة بالله وصله العبد بربه والتشكيك في قدرة الله على إدارة شؤون العباد.

لذا فإن الكلمة من شأنها أن تقوي علاقة العبد بربه وتوجه تفكير للاطمئنان وعدم الخوف من المستقبل الذي هو بيد الله، ومن شأنها أن تضعف علاقة العبد بربه وتجره إلى الآثام والمعاصي لفقد الثقة بالله وتوقعه دومًا الأسوأ.

طرق فعالة لتوجيه الكلمة على التفكير بشكل إيجابي

هناك العديد من الطرق والتمرينات التي توجه قوة الكلمة للتفكير الإيجابي، فالأمر قد يبدو سهل لدى البعض ولكنه صعب لدى البعض الأخر، ولأهمية الأمر في توجيه العقل الباطن للتفكير السليم إليكم بعض هذه الطرق الفعالة:

  • انتقاء الكلمات الإيجابية دومًا ومحاولة التقليل من استخدام الكلمات السلبية التي تدعم التشاؤم قدر الإمكان.
  • تطبيق تمارين التأمل التي تهدف إلى تصفية الذهن من أي ضغوطات أو توتر، حتى تفتح المجال للعقل في التفكير الإيجابي.
  • دعم الثقة بالنفس وزيادة الحس الإيماني من أجل زيادة الثقة بالله وبأقداره وإحسان الظن به من خلال توقع الخير والدعاء.
  • ترديد دومًا عبارات من قبيل أنا استطيع فعلها، أنا أقدر على فعل هذه الأشياء، لدي القدرة على تخطي هذا، فجميعها عبارات تحفز العقل وتزيد الدافع وترفع الطاقة الإيجابية.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن لوم النفس وإحباط العزيمة والتقليل من الطاقة والثقة بالنفس بإلقاء الكلمات والعبارات اللوامة.
  • محاولة الابتعاد قدر الامكان عن الاشخاص ذوي الروح السلبية والألفاظ المحبطه ,ومعاشرة الأشخاص الايجابين والمتفائلين والتعلم والاستفاده منهم

قوة الكلمة والتفكير

مع كل التمنيات لكن بطاقات ايجابية وقوة تفكير رائعه لاننا نستحق الافضل دايما,

ومن تجربتي الخاصة أنا ردينة مؤسسة حقيبة حواء ,فأروع من قدم كورس عن قوة الكلمة والتفكير ,الدكتور احمد عمارة ,أنصح بشدة مشاهدة كورساته الرائعه دون تردد

اقرئي أيضا  تطوير الذات ما بين ضعفها وبناء قوتها

و قوة الشخصية والثقة بالنفس

مع محبتنا حقيبة حواء

@evesbag

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *