خلق مهارة اتخاذ القرار لدى طفلك
باعتباركِ أماً لطفل أو طفلين أو أكثر فهناك الكثير من المهارات التي يتوجب عليك تعليمها لأطفالك ومنها
خلق مهارة اتخاذ القرار لدى طفلك لكي تضمني لهم قوة الشخصية وثباتها وصقلها بشكل رائع.
للأسف في بلادنا العربية ما زلنا نعاني من إهمال فهم هذه المهارة ومعرفة الطرق الصحيحة لتطبيقها حتى أننا في بعض الأحيان نمارسها بشكل خاطئ مما يؤدي إلى نتائج عكسية لا نريدها.
ما هي خلق مهارة اتخاذ القرار لدى طفلك؟
إن مهارة اتخاذ القرارات هي قدرة طفلك على مواجهة الحياة بقوة دون خوف، والاعتماد على نفسه، وقدرته على التفكير بشكل منطقي والموازنة ما بين الاختيارات المتاحة أمامه، ومن ثم اختيار ما هو مناسب له والقرار في ذلك وتحمل نتيجة هذا القرار.
بالطبع كونك أم فإنك تتمنين أن ينال طفلك كل المهارات الحياتية التي تساعده على العيش بسلام ونجاح لكي يصبح شخصية ناجحة ومؤثرة فيمن حوله، كما ان يصبح شخص يعتمد على نفسه ويتمكن من مقارنة الأوضاع والتفكير بمنطق وعقلانية من أجل الحصول على أفضل حل ومن ثم تطبيقه وتحمل نتائجه.
غير أن ذلك لا يتم بين ليلة وضحاها وإنما هناك خطوات وآليات يجب عليكِ اتباعها فتابعي معنا.
خطوات تعلم مهارة اتخاذ القرارات:
عندما تفكري في خلق مهارة اتخاذ القرار لدى طفلك: بالطبع إن السؤال الأول الذي يتبادر لأذهننا هو متى يمكنني أن أبدأ في تعزيز تلك المهارة لدى طفلي؟
الإجابة هي عندما يبدأ طفلك بالاعتراض وقول لا، يشير الاعتراض لدى طفلك أنه يحب أن يبرز شخصيته المحددة وأنه يريد تعريفك بذلك.
يمكنك ان تبدأي تعزيز تلك المهارة في ذلك الوقت بطرق بسيطة للغاية مثل عرض عدة أنواع من الفاكهة عليه وتركه ليختار منهاما يريد، هنا أنت تمنحينه القدرة على التفكير واتخاذ القرار.
طرق بسيطة لتعزيز قدرة الطفل على اتخاذ القرار
من الطرق الأخرى أيضاً لخلق مهارة اتخاذ القرارات لدى طفلك والتي تصلح في سن أكبر قليلاً- بداية من 4 سنوات- أن تمنحيه القدرة على اختيار ملابسه، يمكنك تنفيذ ذلك من خلال تقديم عدة خيارات له وامنحيه الفرصة ليختار من بينها، لكن عليك أن تنتبهي دائماً بأن ما تقدميه من خيارات هي خيارات متاحة يمكنك قبولها وتنفيذها.
مثلا لا تقدمي له ملابس غير مناسبة للطقس وعندما يختارها ترفضين أن يرتديها.
أما الاختيار الأكبر في مرحلة الطفولة بالكامل لتعزيز تلك المهارة ستكون من خلال النشاط الأكبر الذي يقوم به كل الأطفال وهو أثناء شراء الألعاب.
عندما تذهبين مع طفلك لمتجر الأعاب اسألي الطفل عن اللعبة التي يريدها، يمكنك أيضاً تعريفه بمميزات وسلبيات كل لعبة وتعد تلك فرصة مناسبة لتعليمه القيمة المالية للأشياء.
بعد ذلك اتركيه يختار بنفسه ما يريد واشتريه له.
ما تعنيه تلك الاستراتيجيات
على الرغم من بساطتها إلا أنها تعلم الطفل اتخاذ القرار والتفكير بمنطق والتفكير السليم مما يساعد على اكسابه القوة والجرأة ويجعله أكثر نجاحاً فيصبح بعد ذلك شخص يافع اضح وسوي ومسؤول عن كل قراراته.
إن اكتساب تلك المهارة في الصغر يساعد الطفل بعد ذلك في كل مراحل حياته بداية من اختيار التخصص الجامعي المناسب وحتى اختيار شريك الحياة مروراً باختيار الهوايات والرياضات المفضلة
انتبهي
هناك من الأمهات من تكون في عجلة من أمرها فتريد أن ترى النتيجة التي تريدها بسرعة أكبر من قدرات طفلها وطاقته، مثلا عندما توكل له مهمة ترتيب غرفته فتراه لا يرتب غرفته بسرعة أو بالطريقة المتقنة المطلوبة فتقوم باستلام هذه المهمة بدلاً عنه ظناً منها بأن ذلك أفضل لسرعتها في أداء ذلك،
وقدرتها على إتقان الترتيب أكثر من طفلها، غير أنكِ بذلك تجعلين من طفلك شخصاً غير مسؤول ولا مبالي وتضعفي ثقته بنفسه، والأمر مماثل تماماً عندما تطلبين منه حلاً لمسألة ما أو وظيفة ما ولا تنتظرين عليه التفكير بالحلول الممكنة فتمسكين عنه القلم وتكتبين الحل وتمليه عليه، فبذلك أضعتِ فرصة التفكير عليه والبحث عن الحل المناسب.
فيجب أن تتركي له الوقت الكافي لإنجاز ما عليه إنجازه، ثم تقومين بإبداء ملاحظاتك التي لم تعجبك ليقوم بتحسينها وتفادي السيء منها في المرة المقبلة.
ماذا لو كان قرار طفلي خاطئاً أو له عواقب سيئة؟؟؟
من الأمور الفادحة التي تقومين بها عندما يخطئ طفلك في قراره هو أن تقومين بتوبيخه وتقريعه ولومه وانتقاده حول القرار الذي قام باتخاذه، فإنك بذلك تقومين بهدم كل ما قمتي ببنائه، وتجعلين منه شخصاً متردداً يهرب من تحمل المسؤولية ويلقيها عليكِ، ويتراجع في كل قرار يقوم باتخاذه أو يندم عليه، فيفقد ثقته بنفسه وقدرته على الوثوق بقراراته ومنطقه.
فيجب عندما يخطئ أن تناقشي المسألة معه لماذا حصل هذا الخطأ، هل ما فكر به كان سليماً أم لا، هل كان كاملاً يشمل جميع جوانب النتائج المحتملة أم ناقصاً، فهذا النقاش يفتح سبلاً أمامه للتفكير جديدة ومبتكرة، وبذلك يحاول تفاديها في الموقف التالي لاختياره.
فيجب عدم تعليم طفلك المثالية والملائكية وأنه يَجِبُ ألاّ يتعرض للخطأ، وأن قراراته يجب أن تكون سليمة مئة بالمئة وصحيحة، بل يجب أن تكوني واقعية ومرنة في ذلك، فهذه التجارِب والأخطاء كلها تساهم في بناء شخصيته وتعلمه فيما بعد، فيستفيد منها لاحقاً ويحاول تجنبها في المواقف اللاحقة، الأهم من هذا هو استيعاب طفلك ومناقشته وتفهم وجهة نظره وتوضيح الأمور الغائبة عنه.
فمهارة اتخاذ القرار مهارة في غاية الأهمية ويجب أن تكون مغروسة في أطفالنا اليوم، لنحصل على أشخاص ذو شخصية سوية في المستقبل فنشركهم في اختيار كل شيء في سفرة مثلاُ واختيار البلد المناسب، أو تعلم مهارة أو هِواية محددة ومناقشة مضمونها وطرقها وإيجابياتها وسلبياتها، بل حتى العقاب يجب إشراكه في الاختيار فتقولين له تريد عقابك الحرمان من التلفاز، أو الحرمان من الخروج في العطلة، أو الحرمان من المصروف.
فبذلك تزرعين وتمارسين اختيار القرارات في كل جميع أمور الحياة فتصبح نظام حياة كامل.
احصلي على كوبونات خصم لأهم متاجر خاصة بالاطفال والامهات